غير مبرر ولا مقبول تحت أي ظرف، وبأي شكل، وأياً كانت الغاية أو الوسيلة، حملة الاستهداف التي يتعرض لها الأردن وقيادته وجيشه وأجهزته وشعبه، من حملات مزايدة وافتراء وتشكيك في مواقفه الواضحة والثابتة تجاه فلسطين، القضية والأولوية القصوى.
ومهما كان الدافع أو المبرر، سواء كان ممنهجاً أو عن قلة وعي وجهل، أو تغريراً من قبل أطراف وجهات، فالنتيجة واحدة: التفنن في حملات الزيف والكذب، واستهداف الوطن ومنعته وقوته ووحدته ونسيجه الاجتماعي، في ظل ظروف إقليمية مضطربة ومقلقة، ومشهد يلفه التعقيد والحساسية، وفي ظل ما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر حقيقية ووجودية.
إن مواقف الأردن التاريخية مع فلسطين لا يمكن التطرق إليها أو عدّها أو حتى وصفها في سطور؛ فجوهرها الفعل الناجز والفاعل، كواجب سامٍ نابع من الإيمان تجاه الأهل والأشقاء، في إسنادهم ودعمهم على كافة الصعد والمستويات، وفي كل الظروف. لم يتوانَ الأردن وقيادته وشعبه عن بذل الغالي والنفيس دفاعًا عن فلسطين، والتاريخ يشهد لمن أراد الحقيقة الكاملة، لا الزيف والتضليل.
لا أعرف ما المطلوب، وما هي الأجندات الخبيثة من استهداف الأردن وإضعافه، وهو حامل راية الدفاع عن فلسطين في كل مكان وزمان، وكونه حجر الزاوية والركيزة الأساس في خندق الدفاع عن القضية الفلسطينية وأحقيتها وعدالتها في كل الظروف.
لماذا الآن، وفي ظل هذه الظروف العصيبة، والمفصل الأكثر خطورة الذي تواجهه القضية الفلسطينية في تاريخها منذ عقود؟ لماذا السعي نحو إضعاف الوطن وبث بذور الفتنة والفوضى؟ ولمصلحة من كل ذلك؟ أسئلة كبيرة وخطيرة تحتاج إلى إجابات. لكننا على يقين أن الإجابة الشافية الوافية: انها لا تعدو كونها محاولة لإضعاف الأردن وجبهة الدفاع عن فلسطين.
وهنا نقولها وعلى الدوام؛ الأردن القوي يعني بالضرورة وحتماً فلسطين القوية، لأن أي ضعف أو وهن، أو حرفٍ للبوصلة عن القضية الفلسطينية، وتشتيت الجهود وافتعال أعمال وسلوكيات وحملات زيف وافتراء من كل اتجاه، لا يخدم سوى أعداء فلسطين ويقوّي شوكتهم، وبالتالي تكون فلسطين الخاسر الأكبر.
ختاماً، سيمضي الأردن بثبات وإيمان مطلق، بحكمة قيادته، ووعي شعبه، وبسالة وحرفية جيشه وأجهزته الأمنية، درعه الحصينة في وجه كل أعداء الوطن الذين يتربصون به من كل حدب وصوب، مؤمنين بأن الأردن ماضٍ في الحفاظ على أمنه واستقراره وأمن مواطنيه، وبالتوازي الدفاع عن فلسطين، بوصلته التي لا يحيد عنها.